لماذا جاءت كلمة سنين جمع فى سورة الكهف
للايضاح بعد الكلام هذا يكون فى الاشياء المراد لفت النظر اليها
كلمة سنين جمع في سورة الكهف للتنبيه بكثرة السنين والسبب الثاني لبيان *** المعدود
التوجيه النحوي لقوله تعالى: (وَلَبِثُوا۟ فِی كَهۡفِهِمۡ ثَلَـٰثَ مِا۟ئَةࣲ سِنِینَ وَٱزۡدَادُوا۟ تِسۡعࣰا).
من افضل التوجيهات النحوية لهذه الآية الكريمة هو توجيه الفراء في كتابه معاني القرآن؛ لأنه من وجهة نظري- والله تعالى أعلم- توجيه يلائم المعنى ولا يخرج على القاعدة النحوية؛ لأنه جاء على لغة من لغات العرب. فالقاعدة مطردة وصحيحة. وما جاء في الآية هو لغة من لغات العرب، كما جاء في إحدى توجيهات قوله تعالى (إن هذان لساحران) إنه جاء على لغة من يلزم المثنى الألف.
يقول الفراء:
وقوله: ﴿ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ﴾ مضافة. وقد قرأ كثير من القراء (ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ) يريدون ولبثوا فى كهفهم سنين فينصبونها بالفعل.
ومن العرب من يضع السنين فى موضع سَنَة فهى حينئد فى موضع خفض لمنْ أضَاف. ومن نَوَّن عَلَى هذا المعنى يريد الإضافة نصب السّنِين بالتفسير للعدد كقول عنترة: فيها اثنتان وَأربعونَ حَلُوبةً * سُودا كخافية الغُراب الأَسحم
فجعل (سُوداً) وهى جمع مفسِّرة كما يفسِّر الواحد معاني القرآن للفراء — أبو زكريا الفراء (٢٠٧ هـ).انتهى كلام الفراء أي أن سنين هنا تمييز. وجاءت جمعا على لغة من اللغات كما جاءت في قول عنترة.
يؤيد هذا ما جاء في تفسير الطبري:
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ﴿ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ﴾ فقرأت ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين ﴿ثَلاثِ مِئَةٍ سِنِينَ﴾ بتنوين: ثلاث مئةٍ، بمعنى: ولبثوا في كهفهم سنين ثلاث مئة، وقرأته عامة قرّاء أهل الكوفة ﴿ثلاثَ مئةِ سِنينَ﴾ بإضافة ثلاث مئة إلى السنين: غير منون.
وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأه: ﴿ثلاثَ مِئَةٍ﴾ بالتنوين ﴿سِنينَ﴾ ، وذلك أن العرب إنما تضيف المئة إلى ما يفسرها إذا جاء تفسيرها بلفظ الواحد، وذلك كقولهم ثلاث مئة درهم، وعندي مئة دينار، لأن المئة والألف عدد كثير، والعرب لا تفسر ذلك إلا بما كان بمعناه في كثرة العدد، والواحد يؤدّى عن الجنس، وليس ذلك للقليل من العدد، وإن كانت العرب ربما وضعت الجمع القليل موضع الكثير، وليس ذلك بالكثير، وأما إذا جاء تفسيرها بلفظ الجمع، فإنها تنوّن، فتقول: عندي ألفٌ دراهمُ، وعندي مئةٌ دنانير، على ما قد وصفت. تفسير الطبري.
وجاء في تفسير القرطبي: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: هَذِهِ الْأَعْدَادُ الَّتِي تُضَافُ فِي الْمَشْهُورِ إِلَى الْآحَادِ نَحْوُ ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ وَثَوْبٍ قَدْ تُضَافُ إِلَى الْجُمُوعِ.وفي مصحف عبد الله " ثلاثمائة سنة "
اما الإعراب المشهور في هذه الآية وتنقله كل كتب إعراب القرآن هو: ﴿ثلاثمائة﴾: ﴿ثلاث﴾ ظرف، و﴿مائة﴾ مضاف إليه.
﴿سنين﴾: عطف بيان لـ﴿ثلاثمائة﴾ أو بدل.
هذا والله تعالى أعلم ورسوله.
