طبيعة الحياة بين الرجل والمرأة
العلاقة بين الرجل والمرأة
الفرق بين الرجل والمرأة
كيف تكون طبيعة الحياة بين الرجل والمرأة.
هل الغريزة الجنسية رجس من عمل الشيطان ؟ بعض الناس يظن هذا ، ويرى أن من مظاهر التقرب إلى الله كبت هذه الغريزة أبداً.
ومن ثم فهو يعد الرهبانية درجة رفيعة من درجات السمو الإنساني ، ودلالة كبيرة على حب الله والسعي في رضاه والإسلام يأبى هذا التفكير ويرفض نتائجه جملة وتفصيلاً.
فهو دين الفطرة ، وهو يصون الطبيعة البشرية ولا يمحقها ، ونظرته إلى الميل الجنسي كنظرته إلى رغبة المعدة في الأكل إن هذه الرغبة لا تُنكر ، ولكن إشباعها يحتاج إلى شيء من البصر ، فيجب أن يكون المطعوم حلالاً لاحراماً ، وطيباً لا خبيثاً سعي الإنسان في طلب الطعام مفهوم ، ولكن من حق الله عليه مثلاً ألا يأكل الجيف ، أو الدماء ، أو الخنازير .. إلخ .
ومن حق الله عليه أيضاً إذا وجد الطعام المباح ألا يكتسبه بأسلوب الغش والخطف وغيرهما،
يرسم ان الإسلام لا يستغرب حركتها ، ولا يتعبد الناس بالقضاء عليها ، ولكنه طريقاً معينة لإشباعها ويضع لها الحدود التي تتحرك داخلها . فإذا توفر لها الحلال الطيب انحسم الحرج كله في مسلكها وكما يأكل المرء باسم الله يباشر زوجه باسم الله إلى عبادات متقبلة . . !! وبانضمام النية الصالحة إلى هذه الأعمال المعتادة تتحول - وهي شهوات -
وجمهور الفقهاء المسلمين يعتبرون النكاح من الطاعات ، ويرتبون الأبواب الباحثة فيه بعد الزكاة والحج !!! وقد حاول ناس - في عهد النبوة - أن يجعلوا الرهبانية ديناً ، والإضراب عن
الزواج عبادة لقوم باردي الغريزة .
وربما كانوا متأثرين في هذه النزعة بديانات أخرى ولما بلغ خبر هم نبي الإسلام رفضه أشد الرفض ، إذ أن هذا المسلك قد يكون عزوفاً بدنياً طبيعيا ولو فرضنا أنه كفاح لرغبة شديدة كامنة بالفعل فهو انتصار في معركة لاقيمة ها ، ولا مكان الرضوان الله فيها ..
وقد تكون عواقبها الشخصية والاجتماعية مدمرة لأصحابها وغيرهم من أجل ذلك كان الزواج من سنن الإسلام ومعالم الإيمان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : «جاء رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادته فلما أخبروا كأنهم تقالُوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي ﷺ ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبداً ! وقال آخر : وأنا أصوم الدهر لا أفطر !. وقال آخر : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً .
فجاء رسول الله إليهم ، فقال : أنتم القوم الذين قلتم كذا وكذا ، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد . وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) (البخاري) . وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :
من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي » (الطبراني)
وكما يرفض الإسلام الرهبانية يرفض التبذل والتبرج وإرسال العنان للغريزة الجنسية تتشبع مما تجد ، وتسعى وراء ما تفقد والحقيقة التي نؤكدها هنا ، وأكدناها قبل ذلك أن الزنا فاحشة غليظة.
ومنكر قبيح وأن الإسلام يغلق جميع الطرق التي تفضي إلى هذه الرذيلة ويَعُدُّ الذين يسطون على الأعراض ، ويستمرئون التسول الجنسي مجرمين
في منزلة قتلة الأنفس وقطاع الطرق . . ! !
وسوف يظل الخلاف قائما على أشده بيننا وبين دعاة المدنية الغربية ما بقوا ينظرون إلى عوج الغريزة الجنسية نظرة برود ، وهدوء ، وقلة اكتراث ..!! إن الإسلام يستجيب لحاجات الجسد ، وقد يوفر له المرفهات بعد الضرورات ، والتوسع في المباحات لاشيء فيه مالم يتحول سرفاً وسفها. والناس لا يتناولون أطعمتهم بقدر ما تحتاج أبدنتهم من (سعر حراري » .
إنهم يزيدون ويستكثرون ، لكن مطاوعة البطن فيما يتشهى من أطعمة مسألة ينفر منها الدين ، وتأباها المروءة فوق ما تطيق ؟ إن ذلك لو كان . فماذا تقول في أناس يفتنون في رص الموائد ، وإهاجة المعد ، وتحميلها من المال الخاص وكسب اليد ، لكان تبذيراً تخشى عواقبه في الدنيا والآخرة ، فكيف لو كان من سحت ؟ فكيف لو كان من نهب وغصب ؟!
كذلك القول في الغريزة الجنسية ، إن بعضهم لا يكفيه أن يسكنها إذا تحركت بما أحل الله ، بلا نراه يملأ الأرجاء بمثيرات الغريزة ، بما يستفزها لو هدات ، ويجيعها لو شبعت وهو يتخذ من تزيين المرأة وإقحامها في كل مجال ، وسيلة دنيئة لهذه الإثارة واللذة لا يروى لها ظمأ مع المتعمدة ، هذا التلوين المستمر
ومادام التجديد ميسوراً فلم النكوص عنه ؟ وهكذا تضطرم نيران الطبيعة الحيوانية ، ويصعب إسلاس قيادها سيما والقلوب فارغة من اليقين الحاجز ، والإيمان الذي يبذر الخشية ويعصم من الزلل !!
يسمح فإن انكشاف مواضعها - وهي الوجه والكفان - يجعل إخفاءها متعذراً . أما الزينة الباطنة فإن القرآن نفسه أحصى صنوف الناس الذين يجوز لهم وقد بين الله جل شأنه أن زينة المرأة الظاهرة قد بإبدائها .
بطلعوا عليها ومن هذا الإحصاء الذي تنزل به الوحي يُعْرَفُ مبلغ التحريم في تَكَشُفِ الآية المرأة لغير هؤلاء الذين تضمنتهم قال تعالى - بعد أن أمر المؤمنين بغض البصر وحفظ الفروج - : وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ ايتهن - إلا ما ظهر منها - وَلْيَضْرِ بْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ، وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ ، أَوْ آبَائِهِنَّ ، أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ، أَوْ أَبْنَائِهِنَّ ، أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ ، أَوْ إِخْوَانِهِنَّ ، أو بني إخوانِهِنَّ أو بني أَخَوَانِهِنَّ ، أَوْ نِسَائِهِنَّ ، أو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ، أو التَّابِعِينَ غَيْر أولي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ ، أو الطفل الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ...) (النور : ٣١) . وَلَا يَضْرِ بْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ، وقال : وَتُوبُوا إِلى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (النور : (٣١) . وضرب الخمار على الجيب معناه إسدال غطاء الرأس حتى يواري أعلى الصدر ، وبذلك تستر المرأة من فوق ثم ينبغي أن تعتدل في مشيتها ، ولا تحاول إبراز زينتها من أسفل . هذا التوجيه ، ومعنى حصر الرجال - بالعدد - الذين يصح أن يروا زينتها الباطنة ، أن ما وراء ذلك محرم . وأن ما حدث الآن في الأحفال وعلى الشواطىء وفي الشوارع منكر كله ، لا يقبل الإسلام منه قليلاً ولا كثيراً ومعنى .. إن العالم غريق في مآثم جنسية جارفة ، والعلة الأولى هي تجاهل حكم الله في العلاقة بين الرجل والمرأة
ونحب أن نقولها هنا صريحة
الإسلام ينكر هذا الاختلاط بين الشَّواب والشبان في ساحات الرقص حيث يتخاصرون ويترنحون تحت عنوان « الرياضة المباحة ) ..!! إن الرسول ﷺ يقول : « لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له (الطبراني).
لها يفتعله الشاردون عن نهج الشرف والفضيلة . والإسلام ينكر هذه الخلوات المريبة بين الرجال والنساء ، وبأبي أي تفسير قال رسول الله ﷺ : " لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم (البخاري) .
وقال : « لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان . . » (المنذري) . ولا يجوز أبداً باسم الحب ، أو الإعجاب ، أو أي شارة أخرى أن تدور عبارات الغزل ، أو يتم تبادل القبل بين فتى وفتاة ، فإن هذا تمهيد خطير من وقد نفر الإسلام من مقدمات المعصية ، وأعطاها اسم المعصية نفسها فالعين الجريئة الباحثة عن العورات زانية ، واليد الخبيثة التي تتحسس الاجسام زانية ، ومن صنع شيئاً ذلك ارتكب ذنباً لا محالة للشر ، ومنزلق سريع نحو الجريمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي الله قال : « كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا ، فهو مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا ، والقلب يهوى اينمنى ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه» (البخاري) .
وفي رواية لمسلم : « واليدان تزنيان فزناهما البطش ، والرجلان تزنيان فرناهما المشي ، والفم يزني فزناه القبل »
ومعنى كتابة الله على ابن آدم، أن الله أحصى على كل إنسان خلجات وحرکات بدنه ، إذا كانت هذي الخلجات والحركات تنطوي على ، ووجهة شهوانية وأنه جل وعلا أرصد لكل ذرة من هذه التصرفات الأئمة عقوبتها المناسبة فمهما تحرك الإنسان بنية الشر كتب عليه نصيبه من الجزاء ، وأدركه العقاب المقدور لامحالة
وهذا التشديد يقصد به يطلع عليها علام الغيوب وحده . . !!
، سد منافذ الجريمة ، فإن مقدمات الزنا النفسية
الله ويفسد الأمم وهي إذا تمت وانتظمت تأدَّت إلى نتيجتها سِراً أو علناً ، فكان ما يغضب وعودة الناس إلى الجاهلية الأولى في هذا المضمار أمر سهل ، مهما بلغوا من حضارة ، وأوتوا من علم وما أيسر اعتذارهم لنزوات الطبيعة ، وما أسرع انزلاقهم إلى مهاوي الفحش
وأمامي - وأنا أخط هذه السطور - كلمات نشرت على عرض بضعة أعمدة بالحروف اللافتة في صحيفة الأهرام تقول تحت عنوان « تخلع ملابسها في مزاد للخير ) .
لأول مرة في تاريخ المجتمع الراقي » البريطاني ستخرج حفلة خيرية عامة عن وقارها ! ولأول مرة في تاريخ هذا المجتمع - أو هكذا تقول الصحف البريطانية - ستضم حفلة من حفلات الخير الكبرى برنامجاً من البرامج التي تقدمها ( علب الليل » الباريسية . . ! !
تؤديه راقصة فرنسية مشهورة اسمها « مس نيفر » دعتها اللجنة المشرفة على الحفلة لكي تقف أمام الجمهور بملابسها كاملة ) ثم تخلعها قطعة بعد قطعة حتى تبقى عارية كما ولدتها أمها ..!!
هكذا وستظل العلني كل حتى تنتهى اللجنة من بيع . قطعة منها على حدة . . !! ما خلعته من ملابسها بالمزاد
يقي أن تعرف أن اللجنة التي نظمت البرنامج تضم أكثر من سيدة من علية القوم » . وأن الذين سيحضرون الحفلة أكثر من ( دوق » ، وأكثر من وأكثر من « لورد » اميرا وبينهم كذلك السفير الأمريكي في
لندن .. !! وأما الحفلة فتقام لصالح اللاجئين « الأوروبيين طبعاً »
وللسادة المترفين رقاعات شتى ، ونحن لا نبرز هذه الزاوية من القصة المطورة ، فما يستحق الإبراز فوق الحصر وإنما نبرز تواطؤ أمم غفيرة على نسيان الله وهدم حدوده ، والظهور بهذا النسيان والهدم في آفاق الشرق والغرب.
(لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهمُ الإثْمَ وَأَكْلِهمُ السُّحْتَ ليْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ (المائدة : ٦٣)
ونحن نحذر القردة والخنازير، من تزيين هذه السبيل لأمتنا ، ومن تضليل سعيها بنشر هذا السقوط الاجتماعي على أنه تحضر وارتقاء ، أو على أنه خُلق أهل الحضارة والارتقاء.