صفات وسمات رجل الدعوة الإسلامية.
الدعوة الى الله واجبة على الجميع.
بحث عن رجل الدعوة.
إن صاحب الدعوة هو صافرة الإنذار التى تنذر بالخطر حال حدوثه ... فهو النائم المستيقظ، المستنفر في جميع أحواله، ولهذا فإن لصاحب الدعوة الحق، علامات وسمات وصفات وشيما تميزه عمن سواه، هذه الصفات وتلك النعوت لاتنفك عنه، فهى تعبر عما يحمله من الحق وتبرز الهداية والنور فيما يحمل من دعوة .
فصاحب الدعوة رجل إيجابي :
إن الداعية روح مفعم بالحق والنشاط والأمل واليقظة، فمهمته العظمى أن يرمق الحياة بعين ناقدة وبصر ،حديد حتى إذا رأى فتوراً نفخ فيه من روحه ليقوى، وإذا رأى انحرافا صاح به ليستقيم ) (۱) .
صاحب الدعوة قوى الإرادة
على حين أنه إيمان مُلتهب مشتعل قوى يقظ في نفوس الإخوان المسلمين، ظاهرة نفسية عجيبة نلمسها ويلمسها غيرنا في نفوسنا نحن الشرقيين أن نؤمن بالفكرة إيمانًا يخيَّل للناس حين نتحدث إليهم عنها أنها ستحملنا على نسف الجبال وبذل النفس والمال واحتمال المصاعب ومقارعة الخطوب حتى ننتصر بها أو تنتصر بنا (۲) .
صاحب الدعوة رجل معطاء:
وكم أتمنى أن يطلع هؤلاء الإخوان المتسائلون على شباب الإخوان المسلمين، وقد سهرت عيونهم والناس نيام وشغلت نفوسهم والخليون مُجع، وأكب أحدهم على مكتبه من العصر إلى منتصف الليل عاملاً مجتهداً ومفكراً مجدًا، ولايزال كذلك طول شهره حتى إذا ما انتهى الشهر جعل مورده مورداً لجماعته، ونفقته نفقة لدعوته، وماله خادماً لغايته، ولسان حاله يقول لبنى قومه الغافلين عن تضحيته : لا أسألكم عليه أجراً إن أجرى إلا على الله » (۱) .
صاحب الدعوة رجل مضح
قليل من الناس من يعرف أن الداعية من دعاة الإخوان، قد يخرج من عمله فى القاهرة عصر الخميس، فإذا هو فى العشاء بالمنيا، يحاضر الناس، وإذا هو فى صلاة الجمعة يخطب بمنفلوط، فإذا هو في العصر يحاضر في أسيوط، وبعد العشاء يحاضر بسوهاج، ثم يعود أدراجه فإذا هو في الصباح الباكر فى عمله بالقاهرة قبل إخوانه الموظفين» (۲) .
وصاحب الدعوة رجل ذو همة عالية
وإن الأمة التى تحيط بها ظروف ،كظروفنا وتنهض لمهمة كمهمتنا وتواجه واجبات كتلك التي نواجهها لا ينفعها أن تتسلى بالمسكنات أو تعلل بالآمال والأماني، وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف وصراع قوى شديد بين الحق والباطل وبين النافع والضار، وبين صاحب الحق وغاصبه وسالك الطريق وناكيه وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين. وإن عليها أن تعلم أن الجهاد من الجهد والجهد هو التعب والعناء، وليس مع الجهاد راحة حتى يضع النضال أوزاره وعند الصباح يحمد القوم السرى » (۱) .
وصاحب الدعوة رجل حكيم
فصاحب الدعوة حكيم فى تصرفاته، وترتيب أولوياته، فهو يقدم الأهم على المهم، ويركز في دعوته على العقائد قبل العبادات، والأخلاق والفرائض قبل المندوبات ،والنوافل ودرء المفاسد على جلب المصالح. فالحكمة من الأمور التى أمر الله بالدعوة بها : ادْعُ إِلَى سَبيل رَبِّكَ بالحكمة والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل : ١٢٥]، وهي كذلك أفضل ما يُعطاء المرء: يُؤتي الحكمة من يَشَاءُ ومن يُؤتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كثيرًا )[البقرة: ٢٦٩].
وصاحب الدعوة رجل قدوة لغيره
المنتمى للدعوة يعلم جيداً أن حاجة الناس في زماننا هذا تفتقر إلى القدوة الحسنة التي تجعلهم يقتنعون بسمو الفكرة الإسلامية .. التي قامت على الأعمال لا الأقوال وبالأفعال لا بمعسول الكلام.
فالناس في حاجة إلى قدوة تدفعهم إلى الأمام.. لا تقهقرهم إلى الخلف .. في حاجة إلى قدوة تجعلهم يؤمنون بمصداقية هذا الدين الذي
يحمل أصحابه على الالتزام بتعاليمه وشرائعه قبل أن يأمروا به الآخرين يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِم تَقُولُونَ ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أَن تَقُولُوا ما لا تفعلُونَ ﴾ [الصف : ٢، ٣].
وصاحب الدعوة رجل اجتماعی
الإنسان اجتماعي بطبعه يتعامل مع من حوله .. ويتكيف معهم ويخالطهم . . ويتأثر بهم ويؤثر فيهم .. ويأخذ منهم ويعطيهم .. ومهما حاول الإنسان أن ينطوى على نفسه وينزوى بعيداً عن الناس .. فسوف يأتون إليه وتفرض عليه معاملاتهم ومخالطتهم .
وفي هذه الحالة يصبح ذلك الشخص إنسانًا سلبيا اجتماعياً، هذا الشخص السلبي اجتماعيًا لا ينبغى أن يكون واحدا من أبناء الدعوة .. التي قامت على التعارف .. وارتكزت على الانتشار داخل المجتمع .. وانفتحت على كل البشر .. تعرض عليهم رسالة الإسلام الذي غاب عن كثير من الناس .. وتُظهر لهم ،محاسنه وتبين لهم شرائعه، وتقف بكل قوة في وجه أعدائه تقاومه بالقدوة الحسنة والكلمة الطيبة .
ولن يتأتى ذلك من هذا الشخص المعزول اجتماعيا، القابع في بيته ينتظر من يحركه ويدفعه للإمام .
وصاحب الدعوة يوظف الإمكانيات المتوافرة لديه
فصاحب الدعوة القائد رجل فطن .. ويتميز بالذكاء .. ولا يقبل بالسلبية.. ولا يستسلم للشخصية الانعزالية.. ولا يقبل بالبطالة وسط المساحة صغيرة كانت أم كبيرة.
ابناء دعوته.. فهو يوظف كل الطاقات.. ويستفيد من كل الإمكانات
فمن الأشياء الخاطئة التى قد يقع فيها البعض عند توزيع . الأعمال والتكاليف على أبناء الدعوة الاكتفاء بالأفراد المعروف عنهم . النشاط والحركة والإيجابية .. لأنهم بالتأكيد أكثر الناس استعداداً لقضاء وتنفيذ ما يوكل إليهم من أعمال وترك الأفراد المعروف عنهم الانطواء.. أو الاتصاف بالسلبية الاجتماعية مما يجعل الأمر يتفاقم عندهم ... و تزداد سلبياتهم وتضعف ثقتهم بأنفسهم والخوف من المسئولية .. ويزداد تثاقلهم إلى الأرض .. وتقل حركتهم .. وينقص عطاؤهم.. ويصبحون عبنًا على الفكرة بدلاً من أن يكونوا من حامليها .
وصاحب الدعوة يؤثر العمل دائما فصاحب الدعوة يؤمن بالمعادلة الرياضية التي تقول :
انتماء حقيقى مظاهر عملية = ايمان وعمل
يقول الإمام الشهيد :
وقد خالف هذا النظام القرآنى غيره من النظم الوضعية والفلسفات النظرية، فلم يترك مبادئه وتعاليمه نظريات في النفوس، ولا آراء في الكتب، ولا كلمات على الأفواه والشفاء، ولكنه وضع لتركيزها وتثبيتها والانتفاع بآثارها ونتائجها مظاهر عملية ، وألزم الأمة التي تؤمن به وتدين له بالحرص على هذه الأعمال، وجعلها فرائض عليها لا تقبل في تضييعه اهوادة، بل يثيب العاملين ويعاقب المقصرين عقوبة قد تخرج بالواحد منهم حدود هذا المجتمع الإسلامى وتطوح به إلى مكان سحيق (۱) .
ويخطئ من يظن أن جماعة الإخوان المسلمين دعاة كسل أو إهمال، فالإخوان يعلنون في كل أوقاتهم أن المسلم لابد أن يكون إماما في كل شيء، ولا يرضون بغير القيادة والعمل والجهاد والسبق في كل شيء، والتأخر في أية ناحية من النواحى ضار بفكرتنا مخالف لتعاليم ديننا . . .
وها هو الإمام يسأل ويستفسر ويدعونا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال الهام .. والذي عليه ينبنى مدى صدق الأخ فى انتمائه لدعوته . - هل الأخ مستعد لوضع ظروفه الحيوية تحت تصرف الدعوة؟ - وهل تملك الدعوة في نظره حق الترجيح بين مصلحته الخاصة ومصلحة الدعوة العامة؟
من فالدعوة التى لا يعمل لها أصحابها تضمحل وتموت، لذا فإن الدعوة کی تستمر وتتطور وتنتشر كان لابد لها من رجال يتحركون بها، ويعملون أجلها ولاينامون الليل من أجل نصرتها وإعلاء كلمتها رغبة في الثواب والأجر من الله أولاً وأخيراً، خاصة إذا كانت هذه الدعوة فكرة إسلامية شعارها الله غايتنا، فأبناء الدعوة يسهرون الليل يخططون، فإذا طلع عليهم النهار بدأوا ينفذون .
واجبات عملية لمن آمن بالدعوة
يتصل الأخ بالإخوان فيكون مطالبًا بتطهير نفسه، وتقويم مسلكه وإعداد روحه وعقله وجسمه للجهاد الطويل الذي ينتظره في مستقبل الأيام، ثم هو مطالب بأن يشيع هذه الروح في أسرته وأصدقائه وبيئته، فلا يكون الأخ أخا مسلما حقا حتى يطبق على نفسه أحكام الإسلام وأخلاق الإسلام، ويقف عند حدود الأمر والنهي التي جاء بها رسول الله عن ربه» (۱) .
ونَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وقد خاب من دساها ) [الشمس : ٧-١٠].
هؤلاء هم أبناء الدعوة :
وأما أنهم يبذلون فى هذا السبيل وقتًا ومالاً، فحسبك أن تزور ناديا من أنديتهم لترى عيونًا أذبلها السهر ووجوها أشحبها الجهد، وجسوما أضناها النصب، وأخذ منها الإعياء على أنها فتية بإيمانها قوية بعقيدتها وشبانًا يقضون ليلهم إلى ما بعد انتصافه مكبين على المكتب أو عاكفين على المناضد وأترابهم فى لهوهم وأنسهم ومتعتهم وسمر هم ورب عين ساهرة لعين نائمة وإنما نحتسب ذلك عند الله ولا نمتن به (۲) ، وبَل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كُنتُم صادقين ) [الحجرات : ١٧].
وأخيراً يقول الإمام الشهيد :
إن الخطب والأقوال والمكاتبات والدروس والمحاضرات وتشخيص الدا ووصف الدواء .. كل ذلك وحده لا يُجدى نفعًا، ولا يحقق غاية ولايصل بالداعين إلى هدف من الأهداف، ولكن للدعوات وسائل لابد من الأخلـ بها والعمل لها والوسائل العامة للدعوات لا تتغير ولا تتبدل ولا تعد هذه الأمور الثلاثة :
٢- التكوين الدقيق.
- العمل المتواصل .
نسأل الله أن يجعلنا من أبناء دعوته، وأن يجعلنا من المجاهدين المخلصين العاملين لدينه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
