الإرادة مفهومها انواعها واهميتها
كيف تصنع الإرادة.
الإرادة والنجاح.
ماهي الإرادة القوية.
أجمل ما قيل عن قوة الإرادة.
ما هي انواع الإرادة.
ما أهمية الإرادة في حياة الإنسان.
الإرادة القوية
انواع الاراده.
مفهوم الإرادة عند شوبنهاور
الإرادة والعزيمة
مفهوم الإرادة في الفلسفة
مفهوم الإرادة والرغبة
تعريف الإرادة لغة واصطلاحاً
معنى الإرادة في لسان العرب
الإرادة بالمضي في سبيل الله :
من يتخيل البعض أن اختيار راية الجهاد والقتال فى سبيل الله من المفترض أن يقابله معية خالصة الله تعالى ... ونزول الملائكة المسومين للقتال وإلحاق الهزيمة الماحقة بالأعداء . . . وهذا قد يكون صحيحاً ولكن بعد اجتياز وتخطى العقبات.. التي من خلالها يتبين صدق الرغبة في الجهاد والقتال وينتصر فيها المرء على نفسه أولاً . بجانب المؤمنين فلقد أبى الله إلا أن ينتصر لعباده الصادقين الصابرين .. أصحاب الإرادة القوية.. والعزيمة الصادقة . . التي انتصرت على نفوسها طاعة لله، فنصرها الله على غيرها : إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) [محمد : 7]، ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرهُ ﴾ [الحج: ٤٠]، وهذا واضح وجلي في قصص عديدة من قصص القرآن ليتعلم المؤمنون أن متطلبات أشياء غالية ولكنها فى حدود طاقتهم البشرية . . شاقة ومجهدة النصر ولكنها قابلة لأن تكون أمراً واقعياً .
آدم وأول اختبار في الإرادة
خلق الله آدم وزوجه حواء وأمر الملائكة لهما بالسجود وكرمهما أكرم تكريم ... وأسكنهما الجنة يأكلان من شجرها . . ويستمتعان بخيراتها . . ولم ينههما إلا عن شجرة واحدة فى اختبار لهما هو الأول من نوعه، وهى شجرة الإرادة إن جاز لنا تسميتها ، فلم يصمدا أمام هذا الاختبار واستمعا لوساوس الشيطان بشجرة الخلد وملك لا يبلى .. وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وزوجكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شئتما ولا تقربا هذه الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: ١٩]، ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةَ الخلد وملك لا يبلى (٣) فَأَكلا منها ﴾ [طه: ۱۲۰ ، ۱۲۱]، وصدق ربنا حين قال: ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِي وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمَا [ طه : ۱۱۵] ، فكان هذا الاختبار - بالنزول إلى الأرض للابتلاء - الذى يجب أن تجتازه الأمة المجاهدة «أى أمة» قبل أن يمكنها الله وقيادة سفينة الحياة : قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِينَكُم مَني هَدَى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ ولا يشقى ﴾ [طه: ١٢٣] . من الحكم
بنو إسرائيل واختبارات الإرادة
ورد في القرآن قصص كثيرة عن بني إسرائيل .. تحكى عن أخبارهم .. وعن طبائعهم .. وعن أسباب التفضيل لهم.. وأسباب المسخ والتيه والذل والهوان الذى لاقوه نتيجة انحرافهم عن الصراط المستقيم. و تجرؤهم على الله .. وضعف إرادتهم التي ســــاقـتـهـم إلى مرحلة الاستضعاف .
وعندما أراد الله أن يكتب لهم النصر وأن يعزوا بعد ذلهم.. ويختبر صدقهم كان لابد من الامتحان والتمحيص .
نعود ونقول بأن هذا التكرار فى القرآن لقصص بني إسرائيل .. لعلم الله السابق بأن الأمة المسلمة ستمر بأطوار مثل التي مر بها بنو إسرائيل ليكون ذلك زادا للأمة الخاتمة عندما ينقطع الوحى.. وتنقطع الصلة بالسماء إلا خلال هذا القرآن . والقصة التي حكاها القرآن تبين موضع اختبار الإرادة الصلبة القوية... التي انتصرت بها قلة مؤمنة صابرة كانت فى أول أمرها كثرة .. ظاهرها الرغبة فى الجهاد والقتال فى سبيل الله ولكنها ضعيفة إرادتها . . خائرة عزيمتها . . قليل عملها . . كثير كلامها . رغم تحذير نبيهم لهم من القتال إذا كتب عليهم ألا يقاتلوا : ألم تر إلَى الْمَلأ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِي لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلَكًا تُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كتب عليكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا ﴾ [البقرة : ٢٤٦]، فالحماسة والرغبة في القتال تعنى قوة الإرادة أو الصمود على متطلبات النصر والثبات أمام عقبات الجهاد، فالظروف التي دفعت بنى إسرائيل للجهاد والقتال في سبيل الله كانت قوية وحاضرة فى أذهانهم وما لَنَا أَلا تُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أَخْرِجْنَا من ديارنا وأبنائنا ﴾ [البقرة : ٢٤٦] ، رغم هذا الدافع القوى إلا أن هذه الكثرة الراغبة رسبت مجموعة منها فى أول اختبار لها وهو من اختاره الله ملكا عليهم وجدلهم حول جدارته بالقيادة . . قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ [البقرة : ٢٤٧] فهنالك رسب البعض فى اختبار الإرادة الأول. - فكان الاختبار الثاني وهو عدم الشرب من النهر .. فرغم التنبيه ولفت الانتباه إلى أن هذا النهر والمرور فيه هو اختبار وامتحان لهم إلا أن الكثير ضعفت نفسه وكسرت إرادته فشربوا منه إلا قليلاً فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ منهم إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنهرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَليس مني وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلاً مِّنْهُمْ ﴾ [البقرة: ٢٤٩]. ثم كان الاختبار الثالث فهذه الإرادة القوية الراغبة فى القتال والجهاد في سبيل الله تهاوت . . وتحطمت فى ثالث اختبار لها .. حينما حكمت على الأمور بظواهرها ... فأمام هول العدد وكثرة العدو خارت العزائم مرة ثالثة . . وزلزلت القلوب فلما جاوزه هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا اليوم بجالوت وجنوده ) [البقرة: ٢٤٩]
وثبتت فئة قليلة .. صدقت فى إرادتها وصدقت في رغبتها في القتال والجهاد وقال الذين يظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاقُوا الله كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بإذن الله ﴾ [البقرة : ٢٤٩].
نتيجة الإرادة
أن الفئة التي بقيت مع طالوت كانت قليلة بالنسبة إلى فئة جالوت إلا أن النصر كان حليفها : فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وآتَاهُ اللهُ الْمُلْك والحكمة وعلمهُ ممَّا يَشَاءُ ﴾ [البقرة: ٢٥١]. فلقد طلبوا من تعرض بنو إسرائيل لاختبار آخر امتحانا لإرادتهم .. الله أن يجعل لهم يوما يتفرغون فيه للعبادة .. وينقطعون فيه عن العمل طاعة الله .. فجعل لهم يوم السبت. وحرم عليهم الصيد في ذلك اليوم.. وهم يعيشون فى قرية ساحلية تطل على البحر في اختبار شديد لطبائعهم .. فجعل الله الحيتان تخرج إليهم على الشاطئ واضحة بينة أمام أعينهم يوم السبت.. ويوم لا يسبـتـون تختفى الأسماك ولا تأتيهم واسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِم حيتانهم يوم سبتِهِمْ شُرَّعًا ويوم لا يسبتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يفسقون ﴾ [الأعراف: ١٦٣] . فبدأ البعض في الاستسلام والتحايل، فبدأوا يلقون شباكهم قبل السبت بيوم ثم يجمعونها في اليوم التالي للسبت.. فانكشف هنالك زيف ما كانوا يدعون الله أجله التفرغ للعبادة والانقطاع لله .. فكان العقاب الإلهى للذين انكسرت إرادتهم وضعفوا، والنجاة لمن قويت إرادتهم وثبتوا : ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكَرُوا بِهِ أَنجَيْنَا من وهو . الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون )
بنو إسرائيل ويوم السبت:
- المسلمون واختبار الإرادة في غزوة تبوك: غزوة تبوك هي غزوة العسرة والشدة والابتلاء ... وهي بحق كانت الحانًا في الإرادة للمستنفرين للجهاد في سبيل الله فلقد كانت في وقت شدة حيث طاب الثمر وحان اقتطافه . واشتد الحر .. ورغبت النفس الراحة .. وكانت الدعوة إلى النفير عامة لم تستثن أحدا في بداية مرها انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً ﴾ [التوبة : ٤١]، فتخلف كثير عن الركب وقعدوا مع القاعدين فكانوا نموذجًا لضعف الهمة وانكسار الإرادة وعللوا لأنفسهم تلك الهزيمة: ﴿ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرَ) [التوبة : ۸۱]، وَمِنهُم مِّن يَقُولُ الذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ﴾ [التوبة : ٤٩] وهكذا تعللوا بأعذار وهمية ليخفوا هزيمتهم الداخلية المتمثلة في انكسار إرادتهم أمام مغريات الحياة .
فالأمة المجاهدة في حاجة إلى إرادة صلبة ثابتة في مشوار كفاحها الطويل من أجل الوصول إلى حياة كريمة فى ظل نصر مرغوب ، وتطهير الأمة المجاهدة من أمثال هؤلاء أصحاب الإرادة المسلوبة، وقاية لها من التخلخل والهزيمة فالأمة المجاهدة التى يتخللها أمثال هؤلاء يخذلونها في ساعة الشدة فيشيعون فيها ضعف الهمة وخور العزيمة، فيضعف الصف وتنكسر إرادته فى الرغبة فى النصر : ﴿فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ فاستندنوك للخروج فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعي أَبَدا ولَن تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقَعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ﴾ [التوبة : ۸۳] . .
- لماذا اختبارات الإرادة للأمة المجاهدة؟
- إن الأهمية القصوى للنجاح فى اختبار الإرادة للأمة المجاهدة تكمن فى أن النصر لا يتنزل إلا على فئة مؤمنة . . استعلت بإرادتها على رغبان النفس وأهوائها . . فالفترة التى تسبق النصر دائما هي فترة انكسار وذل وضعف واستسلام بعد هزيمة ساحقة منيت بها الأمة التي ترغب في الجهاد وتغيير الوضع. وأمة ذلك حالها يجب أن تنتصر أولاً على نفسها وتقوى إرادتها فى التغيير .
- ولأن الصف لابد أن يتخلص من تلك الفئة ضعيفة الإرادة .. خائرة العزيمة .. لأنها بمثابة الجرثومة المعدية .. التى ستنقل الخذلان والهزيمة والخور والضعف والوهن والهوان وسط صفوف المجاهدين .. وهذا أخطر ما يمكن أن تسببه تلك الفئة. وهو ما يلجأ إليه المحاربون في معاركهم الآن ويطلقون عليه الحرب النفسية لكسر إرادة المقاتلين .
والأمة المجاهدة التي اجتازت اختبارات الإرادة واستعلت بها على غيرها .. تحمل بداخلها قوة باطنة كامنة تضبط بها شهواتها ورغباتها .
وتصمد للحرمان والمشاق التى هى من طبيعة الجهاد والقتال . . وهى كذلك بتلك الإرادة القوية تؤثر الطاعة وتتحمل تكاليفها وتنهض للعهود حين تصطدم بالمغريات والأطماع .
- كيف تقوى الإرادة
باتصال القلب بالله فبهذا الاتصال تتغير الموازين والتصورات بداخله
لأنه يرى بعين الله النافذة .. وهى كذلك تحكم على الأمور بحكم الله وفق قدرة الله وقوته وهيمنته .. فقدرة الله تفوق كل الحدود والتصورات .. وصاحب القلب المتصل بالله ينظر في المعركة إلى عدوه الأكثر عدة وعتادًا .. بأن قوته قوة حقيرة هزيلة أمام قدرة العلى الأعظم. فأني لرجل هذا ميزانه وتلك تصوراته أن تنكسر إرادته وهو متصل بهذا الإله القوى العظيم.
وهذا ما دفع الفئة الصابرة رغم قلتها حين رأت جالوت وجنوده لقولهم : كم مَن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: ٢٤٩]. ولم يكونوا كأصحابهم التى لم تتضح الصورة أمامهم واختلطت الموازين لديهم فقالوا : لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ﴾ [البقرة:
وباللجوء والتضرع إلى الله فالثبات والقوة من عند الله وليست بإمكانيات الأفراد وقدراتهم، وهذا ما دعا الفئة المؤمنة أن تلجأ إلى الله وتقول : رَبَّنا أفرغ علينا صبرا وثَبَتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة : ٢٥٠] ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا ).
وضوح الرؤية لطبيعة الجهاد والمجاهدة.
وأن هذا الطريق هو طريق كله صعاب، وهو مشتق من الجهد والجهد هو المشقة والتعب والنصب .. الرغبة القوية فى الوصول إلى الهدف.. فإذا صدق العبد في رغبته المعلنة أعانه الله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ﴾ [العنكبوت: ٦٩] .