0 تصويتات
في تصنيف معلومات عامة بواسطة

من أين وإلى أين ولماذا 

من أين؟ وإلى أين ؟ ولماذا ؟

لأن مـن لم يعـرف غايتـه لا يعـرف نفسه، ولا حقيقته وقيمتـه ولا يعرف موقعه من الحياة، يدخل إلى الدنيا أعمى، ويخرج منها أعمى. هم الفاسقون ﴾ [الحشر:19] ، وقال سبحانه فيهم: « نسوا الله فنسيهم » التربية: 6] ، وقال سبحانه: ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الأخرة أعمى وأضل سبيلا ﴾ [الإسراء:٧٢].

قال تعالى: « ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسنهم أنفسهم أولنيك

وكـا قـال عـبيـد بـن حـسنة: « الضلال الحقيقي: غياب الهدف، قال الله عزوجل : ( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، الجمعة ٢).

وإذا جهل الإنسان غايته وهدفه، وافتقد الإيمان، صار کا نعت

القرآن، بكل صفات الذم والتحقير، وإليك بعضها:

مذموماً مدحورا: من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء

لمن تريد ثم جعلنا له جهنم يصلنها مذموما مدحوراء الإسراء:18]).

وظلوما جهولا: «إنه كان ظلوما جهولاً ﴾ [الأحزاب: ٧٢].

وكنودا: « إن الإنسان لربه، لكنود ﴾ [العاديات: 6].

 وهلوعاً جزوعـاً منوعـاً: « إن الإنسان خلق هلوعا : إذا مسه الشر جزوعا - وإذا مسه الخير منوعا) (المعارج:۲۱:۱۹].

• وفاجراً كفورا: ( إن الإنسن لظلوم كفار» (إبراهيم:١٣٤ : «بل

يريد الإنسن ليفجر أمامه) القيمة ): ( قبل الإنسن ما أكفره )(عبى ١٧).

صيا مـــــــادلا: ( فإذا هو خصيم مبين» (التحـــل:٤)

و وكان الإنسين أكثر شيء جدلاً ) (الكهف :51).

بل إن الله سر الإطلاق، بل أحقر من الدود المتولد في مخلفات الإنسان والدواب.

قـــال تـعــــالى : ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) [الأنفال:٢٢] وقال سبحانه: «ولقد ذر أنا جهنم كثيراً من الجن والإنس هم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها وهم آذان لا يسمعون بها أوليك كالأنعام بل هم أصل أولئك هم الغافلون » (الأعراف:179) ، وقال عز وجل: « صم بكم عمى فهم لا يعقلون ﴾ [البقرة:171].

والغاية: حقيقتها 

وتحديدها من المواضيع الـذي خاض فيهـا كـبـار الفلاسفة والجاحدون من الزنادقة، وخبطوا فيها خبط عشواء، حتى أن بعضهم وصل إلى منتهى الحيرة والإضطراب.

فهذا أحـد الفلاسفة يقول: «أفنيت عمري وأنـا أفـكـر لأي شيء أعيش » حتى ضاق به الحال، فخرج ذات يـوم مـن بيته، ورأى عاملاً يكسر أحجاراً فسأله: لم تكسر الأحجار؟ فقال: لأكسب المال

فسأله: ولم تكسب المال؟

قال: لكي آكل أنا وأولادي.

فسأله: ولم تأكل أنت وأولادك؟

قال: لكي أعيش.

فسأله: ولم تعيش؟

فقال: لأكسر الأحجار.

فأعاد السؤال:

ولم تكسر الأحجار؟ ... فأعاد الإجابات نفسها... ...

دوامة عمياء.

فليس الأكل والشرب غاية.

ومر أحد الفلاسفة على رجل يقود الثور، لينزع به الماء من البئر.

فسأله: لماذا تقود الثور؟

قال: لأنزع به الماء. فسأله: ولماذا؟

قال: لأسقى القضب والعلف. قال: ليأكله الثور.

فسأله: ولماذا؟

قال: لأنزع به الماء ... وهكذا دوامة عمياء، أيضاً.

وهـذا أحـد الملاحدة احتار وضـل في معرفة سر وجوده والغاية من خلقه، وقد عبر عن هذه الحالة المظلمة بقوله: جئت لا أعرف من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت كيف أبصـرت طريقي

لست أدري ولماذا لست أدري ؟ لست أدري ...

عبارات كلهـا تنـضـح بـالحيرة والتخبط والضلال، ولذلك فلا عجب أن يصل الأمر بهذا وأمثاله من الحائرين التائهين، إلى التخلص من واقع حياتهم بالإنتحار.

وبناء على هذا فلو سألنا نماذج من الناس عن غايتهم من وظائفهم وأعاهم وآمالهم وطموحاتهم؟

هل هي الغاية التي خلقهم الله لها، أم أن لهم غايات أخرى مخالفة لها أو بعيدة عنها ؟!

فمثلاً: لو سألنا الطالب: لماذا تدرس، وما الغاية من دراستك؟ ولماذا تحصل على الشهادة؟ من أجل الوظيفة. ولماذا الوظيفة؟ لأحصل على مرتب.

لأجاب: لأحصل على الشهادة.

ولماذا المرتب؟

لأعيش ولأوفر من المرتبات، وأجمع مـن المـال أقصى ما أستطيع، وأترقى في درجات الوظيفة، ووو ...

ولماذا كل هذا؟! سنجد أنه يدور في نفس الدوامة. 

وسيجعل حبـه وبغـضه، وسروره وحزنه، وولاءه وعـداءه، مبنياً على هذه الهموم والآمال، التي ليست لها غاية تنتهي إليها.

وسيبقى هـذا الـهـم والأمر، يسوقه حتى يعجز عنه، أو يفاجأ بالمغادرة والرحيل من الدنيا - بالموت- . وهكذا لو سألنا المهندس أيضاً، وهو في طريق التخصص.

لماذا تتعلم الهندسة، وما الغاية منها، وما الهدف؟

لأجاب: أريد حرفة ووظيفة ذات عائد، ومردود مادي كبير.

ولماذا؟ لأشتهر في الهندسة.

لماذا ؟

لأجمع المال وأشتهر أكثر .

لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ ... سيتكرر الجواب: «دوامة ليس لها غاية».

ولو سألنا الطبيب ... ولو سألنا الفلاح ... ولو سألنا التاجر .

وكذا الجندي... وكـذا الـصـانع ... والبناء و الرسـام ووو ... الخ،

سيتكرر نفس الجواب: دوامة عند الجميع ليس لها نهاية.

وغالباً ما تكون الدوافع عند كثير من هؤلاء، هي الغرائز وشهوات النفس، وحـب المـال والتسلط، والرغبـة في التوسع في الملذات، والتنافس و السباق في الماديات، وليست دوافع الغاية التي لأجلهـا خلقهما الله سبحانه .

فالناس تختلف غاياتهم باختلاف تصوراتهم وعقائدهم، فمنهم من غايته تخلق حول الجنة والعرش، وآخر غايته تحوم حول التن والحش، ومن هنا كان لزاماً علينا، أن نبين الغاية التي لأجلها خلقنا.

والـذي يحدد النهـايـة لـكـل غـايـة

، هـي المفاهيم والتصورات الإعتقاديـة التـي لـدى كـل إنسان، والتـي تحـكـم نـظـرتـه إلى النـاس، والحياة والكون، وعلاقة كل ذلك بالخالق سبحانه.

أهمية الهدف والغاية :

ولأهمية الغاية نجد أن الله سبحانه ينكر على من ضل هدفه وجهل غايته، فيقول : «أفحسبتم أنما خلقتكم عبئًا وأنكم إلينا لا ترجعون [المؤمنون:115] ، وقال سبحانه: «أتحسب الإنسن أن يترك شدي ﴾ [القيامة: 36]، وقال سبحانه: ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لعبين ﴾ [الأنبياء: 16]، وقال سبحانه: ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما بطلا ذالك ظن الذين كفروا فويل لذين كفروا من النار» (ص:۲۷].

وبالمقابل فإن الله تعالى مدح وأثنى على الذين جدوا واجتهدوا في استخدام عقولهم لمعرفه غايتهم. فقال سبحانه: ( إن في خلق السموات والأرض واختلف اليل والهار لأيت لأولى الألبب جي الذين يذكرون الله فيما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا بطلا سبحتك فقنا عذاب النّار ) [آل عمران: ۱۹۱۰۱۹۰).

صاحب الفضل والمنة :

والله تعالى الفضل والمنة في هدايته لخلقه، لذلك أمرنا أن نسبح بحمده على ذلك فقال سبحانه: ( سبح اسم ربك الأعلى و الذي خلق فسوى : والذى قدر فهدى ﴾ [الأعلى:1: 3] .

وقال سبحانه فـيـا حـكـاه عـن موسى عليه الصلاة والسلام في رده على فرعون: « قال فمن ربكما ينموسى - قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾ [طه: ٤٩، ٥٠ ).

والله سبحانه لم يترك الإنسان بغير هداية،

 بل هداه لوظيفته وغايته، وبشره لذلك، وهو العليم الخبير بخلقه، ولذلك فإن أول مـا أنـزل مـن كتابه : ( أقرأ باسم ربك الذي خلق» (العلقة:1]، وقال تعالى: ( ألم تجعل له عينين يا ولسانا وشفتين و وهدينه النجدين ) [البلد:8 :۱۰].

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
 
أفضل إجابة

من أين وإلى أين ولماذا 

من أين؟ وإلى أين ؟ ولماذا ؟

لأن مـن لم يعـرف غايتـه لا يعـرف نفسه، ولا حقيقته وقيمتـه ولا يعرف موقعه من الحياة، يدخل إلى الدنيا أعمى، ويخرج منها أعمى. هم الفاسقون ﴾ [الحشر:19] ، وقال سبحانه فيهم: « نسوا الله فنسيهم » التربية: 6] ، وقال سبحانه: ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الأخرة أعمى وأضل سبيلا ﴾ [الإسراء:٧٢].

قال تعالى: « ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسنهم أنفسهم أولنيك

وكـا قـال عـبيـد بـن حـسنة: « الضلال الحقيقي: غياب الهدف، قال الله عزوجل : ( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، الجمعة ٢).

وإذا جهل الإنسان غايته وهدفه، وافتقد الإيمان، صار کا نعت

القرآن، بكل صفات الذم والتحقير، وإليك بعضها:

مذموماً مدحورا: من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء

لمن تريد ثم جعلنا له جهنم يصلنها مذموما مدحوراء الإسراء:18]).

وظلوما جهولا: «إنه كان ظلوما جهولاً ﴾ [الأحزاب: ٧٢].

وكنودا: « إن الإنسان لربه، لكنود ﴾ [العاديات: 6].

مرحبًا بك إلى سفير العلم الذي يمنح زواره حلول وإجابات أسئلة الإختبارات والواجبات، حيث يمكنك تبادل الأسئلة وحلولها مع المستخدمين الآخرين.
...